نظم مركز "مناهل للدراسات والأبحاث وإحياء التراث" ومركز "اجتهاد
للدراسات والتكوين في بلجيكا" بتنسيق مع مجلة "المنتقى للدراسات
والأبحاث وإحياء التراث" الندوة الدولية الثانية في موضوع: "الأثر العقدي في الفكر اللغوي: الأصول
والمنهج والقضايا"، عبر تقنية التحاضر عن بُعد، وذلك بتاريخ:
السبت 22 جمادى الآخرة 1447، الموافق لـ: 13 دجنبر 2025م.
افتتحت
أشغال الندوة الدولية بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها المُقرئ عمران يافير، ثم
كلمة لمركز "مناهل"، أبان فيها "د.كريم طيبي" أهداف هذه
الندوة ورهاناتها، وما ستضفيه من قيمة للدراسات اللغوية، مُذكِّرا بأنشطة المركز
السابقة، بما يُبين نسقية أعماله وجِدَّتَها، كما أكَّد د. التيجاني بولعوالي
أهميةَ هذه الندوة العلمية، وجودةَ بُحوثها، مُشيدا بغنى محاورها؛ إذ نقبت عن
الأثر العقدي في مضمرات الدرس المعجمي، والنحوي، والبلاغي، والتأويلي، وأُعطيت
الكلمةُ بعدُ إلى اللجنة المُنظمة، لتكشف عن الأسئلة المعرفية التي كانت باعثا على
تنظيم هذه الندوة العلمية، واستنهضت همم الباحثين لتسطير معالمها، والسعي
لإنجاحها، ثم اختتمت الجلسة الافتتاحية بمحاضرة د. خالد الدرفوفي، التي رامت تأطير
الندوة في سياقها المعرفي، مُفتتحة بأهمية علم الكلام في الثقافة العربية
الإسلامية، وتجذّرِه في كافة علومها؛ فساق شواهد امتداده في علم أصول الفقه، وعلم
التفسير، وعلم التصوف، وعلوم اللغة، وفي العلوم الحقة (الفيزياء، والرياضيات...).
ثم افتتحت أولى جلسات الندوة الموسومة بـ: الأثر الكلامي في الفكر المعجمي والنحوي، وقد ضمت مُداخلتين بحثتا الأثر العقدي في المعجم؛ إذ البحث في المفردات يسبق البحث في التراكيب؛ فوُسمت أولى المداخلات العلمية بـ : "جدل المتكلمين حول مفهوم الفطرة وأثره المعجمي" للدكتور مصباح عثمان، أبانت المداخلة مركزية مفهوم الفطرة في الخطاب القرآني، وتتبعت تسطير دلالاته المعجمية، مُبينة تأثُّره بالخلفيات العقدية للمعجميين، ما أفقده الحياد الدلالي، مما يستوجب اعتماد المنهج التاريخي النقدي في دراسة المفاهيم الدينية داخل المعاجم، بينما ركزت مداخلة الدكتورة يامنة أداحيا، المُعنونة بـ "أثر الخلفيات المذهبية في تشكيل دلالة المفردة العقدية في المعاجم العربية: قراءة تحليلية نقدية"؛ على مفردات ثلاثة، وهي: الإيمان، والكفر، والبدعة؛ متتبعة معانيها اللغوية عند معجميين مُتبايني العقائد؛ فوقفت على ما تسرب إلى دلالاتها اللغوية من مُضمرات عقدية، مؤكِّدة أن المفردة العقدية مرآة للصراع المذهبي.
ثم تتالت المداخلات الباحثة في الأثر
العقدي في الفكر النحوي، مُستهلة ببيان امتداده إلى المصطلحات النحوية، فأبان
شواهد هذا الامتداد الدكتور عبد الله بن الفقير، في مداخلته الموسومة بـ: الأثر
الكلامي في المصطلحات النحوية، منتخبا مصطلح: الحركة، والسكون،
والمحل، والتقدير، والشرط، والجنس، مُبينا أن المصطلحات تحمل حمولة عقدية تستوجب
قراءة تاريخية نقدية، ثم كشفت مداخلةُ الدكتور يونس الطاهري "البعدَ
العقدي في مشروع ابن مضاء النحوي: نقد نظرية العامل"، مُدللة على أنَّ
نقده تجلٍّ من تجليات نزعته الظاهرية، فمشروع ابن مضاء يمثل نموذجا واضحا لتأثير
العقيدة في بناء النظرية النحوية، حيث قاد الموقف العقدي إلى مراجعة جذرية للأدوات
النحوية التقليدية، ثم نبهت الدكتورة أسماء الورياشي إلى أن الاعتراضات النحوية لا
تخلُو من مضمرات عقدية؛ متتبعة اعتراضات الألوسي الأشعري على علَم المعتزلة؛
الإمام الزمخشري، موقِفَةً على النزعات العقدية لكليهما، وتجلياتها النحوية، في
مداخلة وسمتها بـ : "الاعتراضات النحوية ومرجعيتها الكلامية: اعتراضات
الألوسي على الزمخشري نموذجا"، واختتمت هذه الجلسة الغنية بمداخلة معنونة
بـ "أثر
المذهب الكلامي في توجيه معاني الحروف في الأحاديث النبوية المشكلة"،
أبانت فيها الدكتورة فوزية بن التاج الأثرَ الكلامي في توجيه شراح الحديث لمعاني
الحروف، إذ يحتمل الحرف الواحد جملة من المعاني، فيؤولها كل فريق بما يتَّسق
وآراءه الكلامية، مُبينة شواهد ذلك بما يُبين.
وقد تناولت الجلسة الثانية
الموسومة بـ" الأثر
الكلامي في الفكر البلاغي" مداخلات أربعة؛ عنيت أولاها ببيان "أثرِ
المرجعية الاعتزالية في القول بالمجاز: القاضي عبد الجبار أنموذجا"، أوقف
فيها الباحث بلال داني الحضورَ على الأسس العقدية التي أطرت نظرية المجاز عند
القاضي عبد الجبار، تدليلا على أن القول بالمجاز عنده لم يكن موقفا بلاغيا محضا؛
بل هو اختيار كلامي واع، استُثمر لتأويل النصوص الشرعية بما ينسجم مع أصول
الاعتزال، خاصة في قضايا الصفات الإلهية، ثم انتقلنا من البيئة الاعتزالية إلى
نظيرتها الأشعرية مع مداخلة الدكتور اعمر بالي، الموسومة بـ: "التعليق عند
الجرجاني وأثره في توجيه مذهبه النحوي"، التي نقَّب فيها عن الأثر
الأشعري في التعليق النحوي عند الجرجاني، ثم ختمت الجلسة بمداخلتين بحثتا في
الممارسة البلاغية، فكشفت أولاهما "التوجيهَ البلاغي لآيات العقيد عند الحسين
شرف الدين"، للدكتور محمد حراز، وعنيت ثانيهما بـ"تأويل الصفات
الإلهية وأثره في التوجيهات البلاغية لصفة "اليد" نموذجا"
للدكتور عبد الفتاح حمودة.
ثم افتتحت الجلسة العلمية الثالثة الموسومة بـ"الأثر العقدي في الفكر التأويلي" بمداخلة تبحثُ الأثرَ في البيئة الاستشراقية، لإضفاء رؤية موسوعية شاملة، وقد عنونها الدكتور أحمد الزين بـ: " إسهامات المستشرقين في كشف المضمر العقدي في الفكر اللغوي العربي"، وقف فيها مع نماذج تُبين إسهامات المستشرقين في ذا الباب، بينما عُنيت المداخلات الثلاثة بالإمام ابن تيمية؛ فكشفت الدكتورة عائشة بوشارى "الأساس العقدي لثنائية الوضع والاستعمال في الفكر الأصولي" للإمام ابن تيمية، بينما بحث الدكتور عبد الحق معزوز، "البعدَ اللغوي لنظرية المجاز عند ابن تيمية: عرض وتوصيف"، ثم خُتمت الجلسة ببيان "الأصل الكلامي والفلسفي للنزعة السياقية عند ابن تيمية"، للدكتور محمد الشهبي، فخصَّت هذه المداخلات الثلاثة فكر الإمام ابن تيمية بالبحث، مما يُبين تجذُّر الفكر المذهبي في تأصيلاته اللغوية، ويحث على مزيد تنقيب في تراثه اللغوي.
وختمت الندوة بمناقشة تفاعلية،
ووعد بتجديد اللقاء في محفل علمي قريب بإذن الله.
ثم افتتحت أولى جلسات الندوة الموسومة بـ: الأثر الكلامي في الفكر المعجمي والنحوي، وقد ضمت مُداخلتين بحثتا الأثر العقدي في المعجم؛ إذ البحث في المفردات يسبق البحث في التراكيب؛ فوُسمت أولى المداخلات العلمية بـ : "جدل المتكلمين حول مفهوم الفطرة وأثره المعجمي" للدكتور مصباح عثمان، أبانت المداخلة مركزية مفهوم الفطرة في الخطاب القرآني، وتتبعت تسطير دلالاته المعجمية، مُبينة تأثُّره بالخلفيات العقدية للمعجميين، ما أفقده الحياد الدلالي، مما يستوجب اعتماد المنهج التاريخي النقدي في دراسة المفاهيم الدينية داخل المعاجم، بينما ركزت مداخلة الدكتورة يامنة أداحيا، المُعنونة بـ "أثر الخلفيات المذهبية في تشكيل دلالة المفردة العقدية في المعاجم العربية: قراءة تحليلية نقدية"؛ على مفردات ثلاثة، وهي: الإيمان، والكفر، والبدعة؛ متتبعة معانيها اللغوية عند معجميين مُتبايني العقائد؛ فوقفت على ما تسرب إلى دلالاتها اللغوية من مُضمرات عقدية، مؤكِّدة أن المفردة العقدية مرآة للصراع المذهبي.
ثم افتتحت الجلسة العلمية الثالثة الموسومة بـ"الأثر العقدي في الفكر التأويلي" بمداخلة تبحثُ الأثرَ في البيئة الاستشراقية، لإضفاء رؤية موسوعية شاملة، وقد عنونها الدكتور أحمد الزين بـ: " إسهامات المستشرقين في كشف المضمر العقدي في الفكر اللغوي العربي"، وقف فيها مع نماذج تُبين إسهامات المستشرقين في ذا الباب، بينما عُنيت المداخلات الثلاثة بالإمام ابن تيمية؛ فكشفت الدكتورة عائشة بوشارى "الأساس العقدي لثنائية الوضع والاستعمال في الفكر الأصولي" للإمام ابن تيمية، بينما بحث الدكتور عبد الحق معزوز، "البعدَ اللغوي لنظرية المجاز عند ابن تيمية: عرض وتوصيف"، ثم خُتمت الجلسة ببيان "الأصل الكلامي والفلسفي للنزعة السياقية عند ابن تيمية"، للدكتور محمد الشهبي، فخصَّت هذه المداخلات الثلاثة فكر الإمام ابن تيمية بالبحث، مما يُبين تجذُّر الفكر المذهبي في تأصيلاته اللغوية، ويحث على مزيد تنقيب في تراثه اللغوي.










