شهد العالم المعاصر في العقود الأخيرة طفرة نوعية في مختلف مناحي الحياة بفعل الثورة الرقمية؛ حيث أضحى الذكاء الاصطناعي عنصرا استراتيجيا في بناء الهياكل المالية والاقتصادية الدولية. ولم تكن المالية الإسلامية بمنأى عن هذه المتغيرات، بل أصبحت أمام ضرورة ملحّة لإعادة النظر في آلياتها العملية وأدواتها الفقهية والقانونية والتنظيمية؛ بما يتيح لها مواكبة العصر الرقمي، دون الإخلال بمعاييرها الشرعية وأهدافها المقاصدية.
إنّ هذا التفاعل بين الذكاء
الاصطناعي والمالية الإسلامية لا يطرح فقط إمكانات تطويرية؛ بل يفتح أيضاً المجال
لإثارة إشكاليات معرفية وأخلاقية وفقهية وقانونية، تفرض على الباحثين والفقهاء
والخبراء الماليين التوفيق بين مقتضيات التطوير التكنولوجي ومقتضيات الالتزام
الشرعي؛ بما يستوعب تعقيدات العصر الرقمي والانخراط فيه، وفق ضوابط تضمن أصالة
مؤسسات المالية الإسلامية وفعّاليتها.

_page-0002.jpg)
_page-0003.jpg)
_page-0004.jpg)